loading

المخاطر السيبرانية في التعليم عن بعد

Announcement, Article or Vulnerability

التعليم عن بعد في لبنان: ما يجب التنبه له؟

نبذة عن المخاطر السيبرانية في التعليم عن بعد

اضطرت العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية في لبنان مع بداية العام الدراسي 2020-2021 لاعتماد التعليم عن بعد في عملياتها التعليمية، بشكل كليّ أو من خلال التعليم المدمج والذي يجمع بين الحضور إلى الصفوف أو الدراسة من خلال الوسائل التقنية. تتنوع الوسائل التقنية المستخدمة لتحقيق التعليم عن بعد بين منصات خاصة لكل مدرسة، أو استخدام الخدمات التي تقدمها شركات كبرى مثل Google و Microsft، بالإضافة إلى استخدام تطبيقات المحادثة والاجتماع المتنوعة مثل Whatsapp و Zoom مستمر. هذا الانتقال السريع كان مترافقاً مع غياب التدريب المتخصص للطلاب والأطقم التعليمية على مواجهة المخاطر السيبرانية التي قد يتعرضون لها، خاصة مع ضعف المنصات، أو غياب التدريب على استخدام التقنيات الرقمية. حيث تسجل في هذا الإطار مجموعة من المخاطر التي قد تعترض العملية التعليمية على أكثر من صعيد وتشمل:

أولاً. تعطيل الخدمات التعليمية:

تعطيل الخدمات التعليمية يحول دون امكانية إتصال العديد من الطلاب بفصولهم الدراسية عبر الإنترنت. يعود هذا التعطيل لمجموعة من الأسباب أبرزها:

  • الحجم الكبير لحركة المرور التي تحاول الوصول إلى المنصات في وقت واحد.
  • ضعف في المنصة ووجود أخطاء برمجية، أو في البنية التحتية للخوادم ومصادر الاتصال بالإنترنت.
  • ضعف شبكة الاتصالات في لبنان، ما يقطع الاتصال مع الشبكة المنصات لدى العديد من الطلاب أو المدارس.
  • الهجمات السيبرانية على المنصات الخاصة وبالأخص هجمات حجب الخدمة (DDoS Attack)، بهدف تجاوز قدرة المنصة على معالجة الطلبات المتعددة وبالتالي منعها من العمل بشكل صحيح.
ثانياً. التصيُّد الاحتيالي (Phishing):

سبق أن تعرضت مؤسسات تربوية في العالم لعمليات تصيّد احتيالي تهدف إلى سرقة بيانات عن الموظفين والطلاب. يعمد المتصيد إلى استخدام رسائل بريد الكتروني تظهر كأنها صادرة عن جهات ذات صلة او حتى رسائل على تطبيقات الدردشة تحتوي على عروض مغرية تطلب بيانات أو كلمات مرور أو حتى تسجيل حسابات التواصل الاجتماعي ما يتيح للمتصيد سرقة البيانات أو الحسابات الشخصية للشخص المستهدف أو آخرين. ويستغل المتصيد في تنفيذ عمليات التصيد التراسل بين المدرسة أو المعلمين والطلاب، وهي عملية لم تستخدم الوسائط الرقمية سابقاً.

ثالثاً. البرمجيات الخبيثة (Malware):

تتعرض أنظمة المدارس وأجهزة الطلاب للعديد من البرمجيات الخبيث, والتي تتنوع أهدافها لتشمل:

  • برامج الفدية (Ransomware): يبدأ هذا الهجوم الإلكتروني المتمثل ببرامج الفدية مع وصول رسالة أو رابط من شخص مجهول يطلب تحميل الملف على أنه ملف مهم أو شخصي، وفور تحميل الملف في الكمبيوتر أو الهاتف الذكي تبدأ عملية تشفير البيانات ويصبح بعدها صاحب الجهاز غير قادر على الوصول إليها. ويقوم برنامج "الفدية" بإقفال ملفات المستخدمين المستهدفين ويرغمهم على دفع مبلغ من المال على هيئة العملة الإلكترونية "بيتكوينز" مقابل إعادة فتحها. التعاطي المحلي في لبنان مع برامج الفدية هو حذف الملفات مع غياب ثقافة الدفع لاستعادتها، ما يعرض المستهدف لخسائر خطيرة مع غياب النسخ الاحتياطية. في العملية التربوية، يمكن أن تؤدي برامج الفدية إلى الإضرار بملفات الوظائف المدرسية والدروس والاختبارات، كما تتضرر الملفات الإدارية المستخدمة من قبل المدرسين والإدارة.
  • سرقة البيانات: تُعرض مجموعة من البرمجيات الخبيثة ملفات المستخدم للسرقة، بهدف إساءة استخدامها بما يسيء ويضر بالشخص المستهدف. وهو ما يعرض الطلاب لسرقة صورهم ورسائلهم الخاصة، واستغلالها من قبل القراصنة لأهدافهم السيئة.
  • برمجيات تجسسية (Spyware): يستخدم الطالب خلال التعليم عن بعد الكاميرا والمايكيروفون, وهي إضافات يمكن التحكم بها عند إصابة الجهاز ببرمجيات تجسسية من قبل القراصنة, فيتم تفعيلها بما يضرّ به. كما تسهم هذه البرمجيات في تتبع النشاط على الجهاز والشبكة وتستغلها بطرق مختلفة.

رابعاً. إساءة الاستخدام:

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد الطلاب يستحم خلال الفصل الدراسي عبر تطبيق Zoom، هذا الحدث قد يتكرر بصيغ مختلفة في الفصول الدراسية مع إمكانية تعرض الطلاب لمواقف أكثر إساءة خاصة الاطفال منهم لأسباب مختلفة تربوية او ثقافية او حتى نفسية.

الخاتمة:
لا يخفى أنّ الواقع الحالي للتعليم عن بعد، وما فرضه من تحديات يعتبر فرصة لنقل العملية التعليمية إلى واقع جديد، ولكن ذلك يفرض المواكبة بما يحميها من المخاطر المستجدّة في هذه البيئة الجديدة. مخاطر قد تدمر الهدف الرئيسي للتعليم والعملية التربوية.

Your Content has been submitted